النظرية والبحث العلمي
تتمثل العلاقة بين النظرية والبحث العلمي قضية أساسية من قضايا البحث العلمي
الاجتماعي واستخداماته في اطار الممارسة المهنية في مهنة الخدمة الاجتماعية سواء
بالنسبة للباحثين الأكاديميين أو الممارسين علي حد سواء .
فالبحث العلمي لايبدأ من فراغ حيث يحتوي التراث العلمي علي العديد من الأطر النظرية
التي يمكن الأسترشاد بها وعلي الباحث أن يحدد النظريةالمناسب لموضوع بحثه .
فالنظريات والنماذج هي أدوات تتضمن وتلخص الوقائع وتساعد علي تفسيرها والتنبؤ
بها وهذه النظريات احتمالية وليست مطلقة والباحث العلمي علي استعداد دائم للتخلي
عنها اذا استجدت وقائع خلاف ما تقدم هذه النظريات من تفسيرات وتعميمات .
*تعريف النظرية :
تعتبر النظرية من أكثر المفاهيم في الممارسة المهنية والبحث في الخدمة الاجتماعية بل
أنهاالمعيار الذي يقاس علي أساسه مقدار تقدم المهنة وارتباطها بالمنهج العلمي .
فالنظرية العلمية هي نظرية نسبية قابلة للتعديل والتغير فكم من نظرية علمية قبل
بصحتها واستمرت كذلك قائمة فترة طويلة وصلت الي قرون أحيانا تم تثبت خطؤها بعد
اجراء المزيد من الدراسة خصوصا بعد ظهور اكتشافات جديدة غير من وجهات النظر
القائمة وألقت ضوءا علي جوانب لم تكن واضحة عند الدراسة الأولي للموضوع ويجب
أن تنتبه الي أن أي تقدم علمي في ميدان من ميادين المعرفة كثيرا ما يغير من النظريات
القائمة في ميدان أخر ذلك أن الأفكار الانسانية مهما تشبعت وتفرعت الي ميادين انما
تؤلف كلا متكاملا يعكس تكامل الحياة وترابطها .
*تعريفات متعددة لمفهوم النظرية :
*1-بناء متكامل يضم مجموعة تعريفات وافتراضات وقضايا عامة تتعلق بظاهرة معينة
بحيث يستنبط منها منطقيا مجموعة من الفروض القابلة للاختيار .
*2-مجموعة من المفاهيم الاساسية والمشتقة والفروض والمسلمات حول موضوع أو
ظاهرة معين وذلك بهدف التفسير والتنبؤ .
*3-مجموعة من المفاهيم المعممة التي تتسق مع بعضها بشكل منطقي .
*4-مجموعة من العلاقات المنطقية بين بعض الافتراضات والتي تهدف الي توضيح
بعض المفاهيم المرتبطة وتقديم أرضية للتنبؤ .
*5-مجموعة من المكونات المرتبطة معا والتعريفات والافتراضات التي تقدم رؤية
منتظمة لأحد الظواهر وذلك من خلال تحديد العلاقات بين المتغيرات بهدف تفسير
الظاهرة والتنبؤ بها وهي مجموعة متراكمة من الحقائق التي توصل اليها الباحثون
والتي أمكن تصنيفها وتنظيمها وتحليلها واستخراج العلاقات القائمة بينها ،واتخاذها
أساسا للوصول الي القضايا العامة أو الي مجموعة من المبادئ التفسيرية .
*أهمية النظرية العلمية ووظائفها :
لجميع النظريات العلمية وظائف أساسية ومهمة مهما كانت المواضيع التي تكتنفها ولولا
وظائف النظريات التي تقدمها للباحثين وللعلم لما ظهرت وتطورت بين فترة وأخري .
*تلخيص وظائف النظرية العلمية بالنقاط :
*تساعد النظرية علي نضوج واكتمال العلم فجميع العلوم الطبيعية والاجتماعية مكونة
من نظريات تهتم بتفسير وتوضيح الجوانب المختلفة لمواضيها وموادها العلمية.
*تقوم النظرية العلمية بتفسير الظواهر الواضحة والغامضة والتفاعلات الأساسية
والثانوية والعوامل الموضوعية والذاتية لعلم من العلوم ومثل هذا التفسير والشرح
يمكن العلم من استيعاب المشكلات والتناقضات التي تقع في حقل من حقول المجتمع .
*تتكون النظرية من المفاهيم والمصطلحات الفنية التي لاغني عنها لأي علم من العلوم
وعندما تتكاثر وتتضاعف النظريات تزداد المفاهيم والمصطلحات التي تكتنفها النظريات
وتنمو العلوم نموا سريعا ،أن كل مصطلح يتضمن خبرة اجتماعية وعلمية طويلة وهو
بمثابة تلخيص لكثير من الحقائق التي تتكون منها النظرية العلمية .
*تحدد النظرية ميادين الدراسة في مختلف العلوم كما تحدد نوع الحقائق التي ينبغي أن
يتجه اليها الباحث في ميدان دراسته وبدون النظرية تتداخل ميادين البحث وتتلاشي
الحدود التي تفصل بعضها عن البعض الأخر .
*صياغة الوظائف الأساسية للنظرية العلمية :
*1-الوظيفة الأولي :
تعتبر النظرية أداة لتحديد نطاق الوقائع التي تخضع للدراسة وانتقاء الموضوعات التي
يجدر دراستا وبحثها حيث أنها أداة لتوجيه البحث نحو الموضوعات المختلفة .
*2- الوظيفة التانية :
تلخص النظرية وتبين الحقائق وتجمعها في اطار نظري شامل يضفي عليها معني
وأهمية من خلال تلخيصها وتصنيفها والربط بينها في اطار علمي متكامل .
*3-الوظيفة الثالثة :
تكشف النظرية وتشير الي الثغرات والقصور في المعرفة العلمية وبذلك تفتح مجالات
جديدة كما توصي بفروض جديدة بما يؤدي الي التوصل لبعض القوانين العلمية .
*الوظيفة الرابعة :
تساعد النظرية علي التنبؤ بمستقبل الظواهر وحركتها والعلاقة فيما بينها تحت ظروف
معينة نظرا لأنها تقدم اطارا يمكن به ملاحظة ووصف وتحليل وتفسير الظواهر .
*الوظيفة الخامسة :
تسهم النظرية في توجيه البحوث في مرحلة صياغة المفاهيم والقضايا كما تقدم الاطار
النظري الذي يتم في ضوئه تقويم النتائج .
*الوظيفة السادسة :
تساهم النظرية في مجال وصف الظواهر الاجتماعية باستخدام المفاهيم والتعريفات بما
يسهم في تصنيف هذه الظواهر وتحليلها .
*الوظيفة السابعة :
تساعد النظرية في اثراء حركة النقد العلمي للظواهر والعلاقات وأوضاعها ومن ثم وعي
الانسان بها .
بقلم الكاتبة / سيدة حسن
إرسال تعليق