مجموعة نظريات مفسرة للمسنين
*1-النظرية الانفصالية :
لقد أثارت هذه النظرية اهتماما كبيرا في مجال الشيخوخة الاجتماعي لما تحمله من
سلبيات تجاه كبار السن وبصرف النظر عن مدي صحتها ومدي الاستفادة منها في
أبحاث الشيخوخة ، الاأنها كانت بمثابة صرخة قوية في آذان المتمين بموضوع
الشيخوخة والحاجة الملحة لوجود أطرنظرية لهذا العلم الوليد ولعل اتجاه هذه النظرية
نحو كبار السن ومصيرهم المحتوم بالانصال عن المجتمع كان وراء الكثير من الدراسات
التي حاولت التحقق من هذه النظرية ،وأكثر ما يؤخذ علي هذه النظرية هو افتراضها أن
الانفصال بين كبار السن ومجتمعهم أمر عام وحتمي كما يري أن الانفصال ربما ينطبق
علي نسبة ضئيلة من كبار السن .
*2-نظرية الأقلية المحرومة :
قدم (بارون) نظريته الأقلية المحرومة علي نمط السلالة المحرومة ويري أن التعاسة
المصاحبة لكبار السن ليست حقيقة ملموسة فحسب بل نهاية لامحيص عنها لمن دخلوا
مرحلة الشيخوخة ،ويري أن كبار السن قد أصبحوا عرضة للتفرقة والتمييزمثلهم في
ذلك بعض السلالات التي تعاني من الاضطهاد العنصري وفي المجتمع المعاصر، والذي
تطورت فيه الاختراعات الطبية أصبح بلوغ سن الشيخوخة ظاهرة عامة مما أدي الي
زيادة أعداد المسنين الأمر الذي سيترتب عليه أن يجابه كبار السن ألوانا من الحرمان
والتحديات ونلاحظ أن هذه النظرية تتجه نحو بعض المفاهيم في علم الاجتماع .
*3-نظرية الاعتماد المتبادل :
تؤكد النظرية أن الارتباط القائم بين المعتمدين والمعتمد عليهم ينهض علي علاقة مؤداها
اشباع حاجة المعتمدين مقابل التفضل من جانب المعتمد عليهم ومن ثم ليس لديهم أية
موانع لتقبل العديد من صور الضغوط من جانب المعتمدعليهم في سبيل بلوغ أهدافهم .
* 4-نظرية الدور :
تعتبر نظرية الدور من أقدم النظريات التي حاول من خلالها مجموعة من علماء علم
الشيخوخة الاجتماعي تفسير التكيف لعملية التقدم في العمر انطلاقا من أهمية الدور في
حياة الفرد في جميع مراحل حياته وترتكز نظرية الدور علي أساس أن الأفراد يلعبون
أدوارا اجتماعية مختلفة علي امتداد حياتهم منذ الولادة حتي الوفاة .
وتتلخص نظرية الدور في مجال الشيخوخة بمقولتها أن قدرة الفرد علي التكيف لمرحلة
الشيخوخة تعتمد علي قدرته لتقبل التغير الذي يطرأعلي أدواره الاجتماعية .
*5-نظرية العجز والقوة :
تري هذه النظرية أن كبار السن قد يعيشون داخل اطار اجتماعي بعيدا عن الواقع القيمي
الانساني الضروري للتعامل مع ضعفهم ،وأن عناصر القوة التي كانت تشكل الدعائم
الأساسية لصمودهم أصبحت غير قادرة علي تدعيم موقفهم ومقاومة ما يتعرضون له
من اضطهاد فان مدخل العجز والقوة يعتبر احد المداخل الضرورية التي تؤكد صعوبة
المعادلة الاجتماعية بين هؤلاء وما يواجهونه من سلوكيات غير سوية مرتبطة بعديد من
صور الاساءة ،وعليه فان مدخل العجز والقوة يؤكد أن الانتهاء والاضطهاد الذي
يتعرض له كبار السن يرتبط غالبا بمدي وهن هؤلاء وعجزهم عن الحركة خارج أماكن
معيشتهم وأنهم اذا ما تمكنوا من تغيير نمط حياتهم الراكدة داخل اطار معيشتهم فقد
يتمكنون من اقامة العديد من العلاقات الاجتماعية التي تقلل شعورهم بالضعف .
*6-نظرية العنف العائلي :
ويشير مدخل العنف العائلي الي أن التوتر العائلي يشكل أحد العوامل المهمة لسوء
معاملة كبار السن فعندما ينتقل الوالد العجوز المعاق أو الضعيف الي بيت أحد أعضاء
العائلة يؤدي ذلك الي اجراء تعديلات لأسلوب الحياة مما قد ينعكس عليه بسوء المعاملة
وفي بعض الأحيان فان التكاليف المالية التي تتطلبها الرعاية الصحية للمسنين أو حاجة
بعضهم الي العيش مع أحد الأبناء في مسكن ضيق قد يتسبب في ازدحام المكان ومن ثم
تظهر حالات من التوتر بين الابن وزوجته الأمر الذي يولد سوء المعاملة تجاه الوالدين
ويمكن أن يزداد الأمر سوءا وصعوبة عندما لايكون لدي الابن أية موارد أو امكانات
مالية لتحقيق متطلبات الوالد المسن وحيثما وجدت المشكلات وصور التوتر تزايدت
امكانيات سوء معاملة الكبار وزاد ما يقع عليهم من ظلم .
*7-نظرية النوع الاجتماعي :
ويؤكد منظور النوع أن ثمة ارتباطا قويا بين العوامل الاجتماعية والنفسية وسوء معاملة
كبار السن على المستوى الفردي والعائلي والتنظيمي والبنائي ويحدد هذا المنظور
العلاقة الجدلية بين النوع والقوة في اطار العنف العائلي مشيرا الى وجود مجموعة من
العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تدعم السلطة الأبوية وتكرس تبعية المرأة
فالعنف يمثل احدى الوسائل التي يلجأ اليها الرجال لممارسة القوة على المستوى الفردي
والعائلي .
بقلم /الكاتبة سيدة حسن
إرسال تعليق