النظريات المفسرة لكبار السن
تعددت النظريات والمناحي التي تلقي الضوء علي مراحل كبر السن سواء من ناحية
خصائصها أو طبيعة مشكلاتها وأسبابها الا ان جميع النظريات لاتختلف في اطارها العام
ومبادئها الأساسية التي تعتبر التوافق النفسي والاجتماعي في الشيخوخة هو نتاج
التفاعل بين كل من العوامل الخاصة بالفرد وعوامل البيئة والنسق الثقافي .
*النظريات المفسرة للمسنين :
*1-نظرية الشخصية والتوافق :تنظر هذه النظرية الي الشيخوخة باعتبارها احدي
مراحل نمو الشخصية التي تبدأ منذ ميلاد الفرد وتمتد حتي نهاية العمر وتتميز كل
مرحلة من هذه المراحل بالقدرة علي انجاز مجموعة من المهام اللازمة لعملية النمو .
ومن أهم هذه المهام تلك المتعلقة بقدرة الفرد علي التحكم فيما يقابله من أزمات بحياته
،ووصف العلماء هؤلاء الأفراد الذين يتبعون أساليب ناجحة من أجل التكيف مع الحياة
ويتمسكون بهذه الأساليب من خلال مرحلة الشيخوخة بأنهم مسنون ناجحون .
*فئات مجموعة المسنون الناجحون :
*1- الناضجون :هم المسنون الذين لايعانون أعراض الصراع النفسي ويتقبلوا حياتهم
كما هي وما يحيط بهم من دوافع ويرون أن التقدم في العمر عملية طبيعة .
*2-أصحاب الكراس الهزازة :وهم الذين فرحوا بتقاعدهم وتحررهم من المسئولية
ويفضلوا قضاء الشيخوخة في حالة من الكسل والاسترخاء .
*3-المدرعون :هم الذين اتخذوا تدابير وقائية وعملوا علي تنمية مجموعة من الحيل
الدفاعية التي تعينهم علي مواجهة مشاعر القلق التي تصيبهم من وقت لاخر وكانت
سببا لحمايتهم أيضا من مخاوف وأخطار الشيخوخة وقد حقق أصحاب هذه الشخصيات
نجاحا ملحوظا في سبيل الوصول الي تكامل الذات والتوافق مع الشيخوخة .
فالشخص المتوافق هو ذلك الشخص الذي ينظر الي الشيخوخة باعتبارها مرحلة لها
امكاناتها الخاصة وأنه لديه القدرة علي استغلال هذه الامكانات لتحقيق سعادته الذاتية
واستكمال شخصيته ،فكل فرد لديه قدرة خاصة علي التوافق مع مواقف الحياة
المتغيرة تفرضه عليه ظروفه التي يتعامل معها بأسلوب متفرد تتضح منه قدرته
علي النجاح في حياته وتمكنه من استغلال أنماط السلوك التوافقي في مراحل حياته.
فالتغير في الأدوار والمكانة ينشأعنه العديد من المشكلات النفسية ولا يتبقي لدي المسن
الكثير للتعايش معه من أجله ،الا أن أهم علامات النجاح في الشيخوخة أن يكتشف الفرد
طرقا وأساليبا ذات مغزي ليتواصل بها مع المجتمع .
فشخصية الفرد هي نتاج لتفاعل ما يملكه من قدرات وامكانات فتساعد كل الجوانب
النفسية والاجتماعية والجسمية في رسم ملامح شخصية المسن التي تتأثر بما يتعرض
له من مشكلات تؤثر علي سلوكه وتوافقه النفسي ومن أبرز الخصائص التي تتميز به
الشيخوخة وتؤثر علي نفسية المسن القدرة علي تحقيق الحاجات النفسية الأساسية
كالحاجة الي الانتماء والحاجة الي التقدير الاجتماعي والحاجة الي تقدير الذات وتحقيقها
مما يجعل المسن أكثر عرضة للاصابة باضطرابات الشيخوخة كعصاب الشيخوخة
وذهان الوجداني وفصام الشيخوخة .
*2- نظرية الأزمة :وتشير هذه النظرية الي ما يواجهه المسنين من أزمات نتيجة
لتخليهم عن أدوارهم التي كانوا يقومون بها هذا التحلي الذي يجعله ينسحب من الواقع
فيعجز عن تلبية احتياجاتهكما يعجز عن التوافق مع البيئة فيتجه الي الانغماس في الذات
ويتجنب التحديات ويميل الي العزلة التي يعتبرها استمرار طبيعي لعملية ارتخاء العلاقات
والروابط الاجتماعية التي كانت تربطه بذويه ومجتمعه .
*أنماط سلوكية يتبعها المسنين مع الأزمات :
*1-النمط المعتدي :وهو ذلك النمط الذي يفضل التصادم مع اللآخرين لكونه انسان نشط
ويميل الي الاندفاع وكلما ازداد تقدمه في العمر كلما زاد شعوره بالقلق الناتج عن
الخوف من فقد القدرة علي التفاعل مع اللآخرين ولايستطيع المسن اخفاء ما يعانيه من
مشاعر الاضطراب والقلق والحيرة الناتجة عن ضعف ارادته .
*2- النمط اللامبالي : هو ذلك النمط المتحفظ الي درجة العند ويفضل سلوك الاكتفاء
الذاتي اجل الحفاظ علي شعوره بذاته وعندما يتقدم به السن يفضل أن يكون لامباليا علي
أن يصبح مضطربا عاطفيا .
*وانقسم العلماء في تفسيرهم لهذه النظرية الي مجموعتين يتخذ مجموعة سببا للازمة :
*المجموعة الأولي :تري أن فقد المسن لعمله وتغير مكانته ودوره الاجتماعي يؤثرفي
مفهومه لذاته وبالتالي في علاقاته بالآخرين .
*المجموعة التانية : وتري أن فقد المسن لعمله لايؤثر الا علي المستوي الاقتصادي
الاجتماعي للمسن وأنه ليس العامل المسئول عن عدم رضا المسن عن نفسه وحياته .
بقلم /الكاتبة سيدة حسن
إرسال تعليق