أهمية المجتمع المدني
تتعدد معاني المجتمع المدني وخصائصه أيضا ووظائفه وأدواره في المجتمع وهذا التعدد
يفسر لنا مدي اهمية المجتمع المدني عموما والمجتمعات النامية خصوصا :
*1- تحقيق النظام والانضباط في المجتمع : فهو أداة لفرض الرقابة علي سلطة الحكومة
وضبط سلوك الأفراد والجماعات تجاه بعضهم البعض و في هذا الصدد الاشارة الي أن
كل منظمة أو جمعية تضع مجموعة من القواعد خاصة بالحقوق والواجبات التي تترتب
علي الفرد نتيجة لانضمامه الي عضويتها ويعتبر التزام الأعضاء بهذه القواعد شرطا
لقبولهم داخل المنظمة واستمرارهم فيها .
*التنشئة الاجتماعية والسياسية :فهي تعكس قدرة المجتمع المدني علي الاسهام في
عملية بناء المجتمع أو اعادة بنائه من جديد من خلال غرسه لمجموعة من القيم
والمبادئ في نفوس الأفراد من أعضاء جمعياته ومنظماته وعلي رأسها قيم الولاء
والانتماء والتعاونوالتضامن والاستعداد لتحمل المسئولية والمبادرة بالعمل الايجابي
والاهتمام والتحمس للشئون العامة للمجتمع ككل بما يتجاوز الاهتمامات الخاصة
والمصالح الشخصية الضيقة ،فانضمام الفرد الي عضوية جماعة معينة يؤثر في حالته
النفسية حيث يشعره بالانتماء للجماعة التي يستمد منها هوية مستقلة محددة ويشجعه
ذلك علي المشاركة مع الأخرين داخلها والاستعداد للتضحية وانكار الذات في سبيل
الجماعة أضف الي ذلك أن مشاركة الفرد داخل المنظمة في ممارسة الديمقراطية .
والفرد من خلال منظمته يشارك في أوجه النشاط العام ويعتاد علي الاستماع الي أراء
الآخرين وقبول نتائج الحوار التي تتفق عليها الأغلبية مع التعبير عن معارضته سلميا.
*3-بدأت الحكومات تعاني من اشتداد أزمة الديون وعجزها عن الاستمرار في أداء
أدوارها التي صارت تشكل عبئا ثقيلا عليها لا تستطيع تحمله وعندما بدأت الدولة في
الانسحاب تركت وراءها فراغا يحتاج الي من يملؤه لمساعدتها في أداء الوظائف والي
جانب الأزمة الاقتصادية والمالية هناك حالة أخري يمكن أن تختفي فيها الدولة
وتعجزعن اداء وظائفها تجاه المجتمع تحت تأثير الغزو والاحتلال أو الحرب الأهلية .
*3-توفير الخدمات ومساعدة المحتاجين :تتنوع أشكال المساعدة تلك مابين مساعدات
مالية وأخري خدمة كبناء المدارس أو المستشفيات لتوفير خدمات التعليم والعلاج مجانا
أو بأسعار رمزية تناسب أصحاب الدخول المنخفضة مع تقديم المعونات الي الأرامل
والأيتام وضحايا الكوارث والمعوقين وأسر السجناء باقامة مراكز التأهيل والرعاية
الاجتماعية وتمويل مشروعات صغيرة لاعالة الأسر التي بدون عائل أو اقامة دورات
التدريب لرفع المهارات مثل تعليم الفتيات حياكة الملابس وغيرها .
*5-تحقيق التكافل الاجتماعي :وتتضح أهمية هذه الوظيفة الخطيرة اذا ما تخيلنا ضعف
أو ضيق التعبير عن الرأي أمام الناس بحيث يفقدون القدرة علي التأثير في القرارات
السياسية التي تمس حياتهم بشكل مباشر فيتعرض الساخطون علي الأوضاع القائمة
لكبت مشاعرهم الغاضبة وهذا الكبت قد يولد الانفجار عند وصوله الي نقطة الغليان
طالما أنه ليس متاحا له فرصة التنفيس عن نفسه بحرية وهو ما يعني تعريض المجتمع
بشكل متكرر للاحتجاجات العنيفة لأن الأفراد والجماعات لم يجدوا من يستقبل مطالبهم
هذا الشكل الذي يدل علي الانفجار الثوري يهدد كيان المجتمع ويعرضه للانهيار .
*التنمية الشاملة :
مشكلة التنمية لاتكمن دائما في قة الموارد المادية وانما في كيفية استغلال تلك الموارد
وهذه الكيفية تتوقف بدورها علي طبيعة ونوعية البشر الذين يقومون باستغلالها لذا فان
الاستثمار الحقيقي لابد أن يتم في الثروة الشرية وليس المادية فقط وهنا تبرز أهمية
المجتمع المدني في القيام بهذا النوع من الاستثمار حيث يتم من خلال منظماته تنمية
وتطوير المهارات والقدرات الفردية للأعضاء بشكل يقلل من العبء علي الحكومة حيث
يصبح لمؤسسات المجتمع المدني دور شريك للدور الحكومي في تنفيذ برامج وخطط
التنمية الشاملة بمختلف جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبشرية وهي تتلقي
من الحكومة الدعم والمساندة للقيام بهذا الدور .
وهناك بعض الملاحظات :في أن بالرغم من دفاعه عن مصالح خاصة بفئات معينة
لايمنعه من الاهتمام بقضايا المصلحة العامة للمجتمع أو بتوفير المساعدة للفئات
المحتاجة والضعيفة ووقوفه ضد الدولة في حالة اعتدائها علي الحريات لايتعارض مع
مساعدته لها في تنفيذ خطط وبرامج التنمية وغيرها من البرامج .
وأن تلك الوظائف تتكامل مع وظائف الدولة ويمكن القول أن هناك مايشبه تقسيم
المسئوليات الاقتصادية والاجتماعية بين الحكومة والمجتمع المدني حيث يسد أيا منهما
القصور والنقص في دور الأخر لتحقيق الغاية وهي حفظ كيان المجتمع والارتقاء به.
بقلم /الكاتبة سيدة حسن
إرسال تعليق